مستقبل التدريب المهني في المملكة العربية السعودية
- Nov 16, 2025
- التدريب المهني في السعودية
تتعدد الطرق والتعاريف التي تصيغ التدريب المهني تحت عدة معايير وشروط ولكن يبقى السؤال هو كيف يمكن أن يتم التدريب المهني مهنيًا في إطار عملي ومتقن؟
يمكننا القول أن التدريب المهني هو أفضل وسيلة لتحقيق الأهداف المرجوة ورفع الكفاءة المهنية هو وسيلة لكل فرد ومنشأة هدفها الوصول إلى نتائج إيجابية في مختلف المجالات العلمية والعملية هو نوع محدد من التدريب والتعليم يركز على تدريب وتهيئة المتدرب وتزويده بالمهارات والخبرات اللازمة لممارسة مهنة أو تحقيق أهداف في سوق العمل السعودي.
مكانة وأهمية التدريب المهني
نلاحظ اليوم مكانة وأهمية التدريب المهني عن ما سبق حيث أصبح محط اهتمام في المملكة العربية السعودية لما فيه من فرص كبيرة للشباب والشابات السعوديين ولما فيه من دعم وتشجيع واضح من جهات حكومية عديدة.
تندرج أهميته في:
سد فجوة المهارات: أحد أكثر التحديات التي تواجه الكثير هي أن مخرجات التعليم الأكاديمي لا تتطابق بشكل كلي مع احتياجات سوق العمل وهنا دور التدريب المهني حيث يعالج هذا الخلل ويسد الحاجة بتطوير المهارات
تأهيل القوى العاملة: التدريب المهني يمكن الأفراد من مهارات عملية مباشرة تمكّنهم من دخول سوق العمل السعودي بثقة أكبر وكفاءة أعلى.
تحفيز الاقتصاد: الدول التي تستثمر في التدريب المهني غالبًا تحقق معدلات توظيف أعلى، نسب بطالة أقل.
ومن منطلق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 يأتي التدريب المهني أحد الركائز الأساسية في تحقيق رؤية القيادة الحكيمة، لاسيما أن التدريب المهني يُمكننا من تطوير السوق السعودي من خلال:
توطين الوظائف:توفير كوادر سعودية مؤهلة ومدربة
رفع كفاءة القوى العاملة : عبر برامج تدريبية متخصصة تركز على التطبيق العملي
تعزيز القدرة التنافسية: دعم الشباب بمهارات تقنية ومهنية لجعلهم أكثر جاهزية للوظائف
تحفيز القطاعات الناشئة: مثل السياحة، الصناعة، التقنية، وذلك من خلال إعداد كوادر مؤهلة للعمل فيها
الاستجابة للتحول الرقمي:في ظل التطور الحاصل نقوم بدمج مهارات مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني من ضمن مسارات التدريب
في نهاية بدايتنا يمكننا القول أن التدريب المهني في السعودية استراتيجية أساسية لتحقيق مستهدفات الرؤية وتطوير سوق العمل السعودي.
لمحة عامة عن التدريب المهني في السعودية:
نحن اليوم لا نتحدث عن مستحدث في تاريخ السعودية التدريب المهني متواجد منذ سنوات ولكن كيف كان الأمر آنذاك؟
التدريب المهني سابقًا
كان التدريب يتسم بطابع تقليدي كان ينظر له على أنه خيار ثانوي لا يفوق أهمية عن التعليم الجامعي وغالبًا موجه لمهن محددة مثل الأعمال اليدوية والحرفية، كما أن محدودية التخصصات لعبت دور مباشر في تحجيم دور التدريب توجه وتركيز التخصصات تنحصر في الكهرباء، النجارة، الميكانيكا وغيرها.
بدأ التدريب المهني بالتوسع شيئًا فشيئًا ولكن واجه وقتها ضعف الاهتمام المجتمعي فكثير من الناس كانوا يفضلون التعليم الأكاديمي واقتصاره على معاهد صغيرة كان له أثر واضح ولكن أثر غياب ارتباط التدريب بالسوق هو الأكبر حيث أن البرامج المقدمة لم تكن تخدم احتياجات ومتطلبات السوق المحلي والعالمي كما هو الحال اليوم.
الآن نشهد على نقلة كبيرة في التدريب المهني في السوق العالمي والسعودي بشكل خاص فقد أصبح جزءًا استراتيجيًا من خطط التنمية والرؤية.
ما نراه اليوم هو ناتج استراتيجي وخطط واضحة لتحقيق التنمية المستدامة بحلول رؤية 2030، نشهد اليوم تنوع في التخصصات ودمج التعليم والتدريب، شراكات مع القطاع الخاص لتصميم برامج تدريبية متوافقة مع احتياجات سوق العمل الفعلية بمعايير عالمية، كما تم النظر للتحول الرقمي جزء أساسي من خلال إدخال التعليم الإلكتروني، التدريب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، اليوم تغيرت النظرة للتدريب المهني وأصبح أساس مفضل لا اختيار مؤجل.
ماهي الجهات والمؤسسات الداعمة للتدريب المهني في السعودية؟
المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني:
الجهة الحكومية الرئيسية المسؤولة عن تنظيم وتطوير برامج التدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية.
صندوق تنمية الموارد البشرية:
دعم مالي وبرامج تدريبية لتأهيل الكوادر الوطنية ويعزز التوظيف عبر مبادرات مثل تمهير ودروب.
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية:
تعمل على سياسات سوق العمل بالإضافة إلى دعم برامج التوطين والتأهيل المهني
شراكات القطاع الخاص:
شركات ومعاهد محلية وعالمية تلعب دورًا محورياً في إعداد كوادر وطنية مؤهلة مثل معهد ديمويس للتدريب المهني الذي يسهم في تصميم برامج تدريبية متخصصة معتمدة تدعم احتياجات سوق العمل وتتماشى مع متطلبات الرؤية.
الجهات التعليمية:
بعض الجامعات أصبحت تقدم مسارات مهنية موازية للتعليم الأكاديمي لتعزيز الدمج بين التعليم والتدريب
كما رأينا، التدريب المهني قطع شوطًا كبيرًا من كونه خيارًا ثانويًا ومحدود التخصصات إلى أن أصبح عنصرًا استراتيجيًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية وسوق العمل، اليوم بدعم الجهات الحكومية أصبح التدريب المهني في تطور مستمر وواضح، مع هذا التطور يبقى السؤال الأهم ما هي المهارات المطلوبة وكيف يمكن اكتسابها؟!
دور التدريب المهني في رؤية السعودية:
نحن نحمل على عاتقنا مسؤولية تطوير منظومة التدريب لما له دور أساسي وواضح في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 منذ أن تم أطلاق الرؤية عام 2016 ونحن نسير بخطى واضحة واستراتيجية في مختلف القطاعات لتحقيق أهداف الرؤية المتعلقة برفع كفاءة وجودة القوى العاملة، إعداد جيل مؤهل قادر على المنافسة بثقة محليًا وعالميًا، تعزيز ثقافة التعلم المستمر بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية والتقنية.
لاسيما أن هناك أهداف اخرى للرؤية كان للتدريب المهني دور واضح فيها منها التركيز على تقليل البطالة وخلق فرص جديدة للشباب حيث تسعى الرؤية لتقليل نسب البطالة بشكل كبير عبر برامج تدريبية متخصصة وخلق الفرص جديدة من خلال الاستثمار في التدريب المهني لما فيه من فرص عمل نوعية في قطاعات ناشئة مثل التقنية، السياحة، الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي ومن حلول تقليل نسب البطالة ورفع مستوى الكفاءة التي يعمل عليها التدريب وتسعى لها الرؤية هو المواءمة بين مهارات المتدربين واحتياجات السوق فهي تسهم بشكل مباشر في خلق وظائف جديدة وتوطين المهن، وهذا ما نشهده اليوم لذا يبقى السؤال كيف تستغل وتعمل على دورك من خلال التدريب والتعليم الفني والمهني في السعودية
ومن أبرز أنواع البرامج التدريب التقني والمهني:
برامج الدبلوم
موجهة لخريجي المرحلة الثانوية وتركز على تأهيلهم في التخصصات الفنية والتقنية بمختلف المجالات منها الكهرباء، الميكانيكا، تقنية المعلومات، الصحة والسلامة، السياحة
برامج البكالوريوس التقني
يركز على تأهيل وتجهيز الشباب للحصول على وظائف نوعية بالإضافة إلى تركيزها على مهارات القيادة والإدارة التقنية
البرامج التأهيلية قصيرة المدى
موجهة للعاملين أو الباحثين عن فرص عمل وتركز على مهارات محددة مثل الأمن السيبراني، إدارة المشاريع، ومهارات البيع بالتجزئة
البرامج التدريبية
موجهة لقطاعات جديدة ومنها الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، السياحة والترفيه، كلها تدعم وتتماشى مع متطلبات الاقتصاد الوطني لخلق فرص عمل جديدة في سوق العمل السعودي
ما هي الجهات المقدمة لهذه البرامج؟
1- المؤسسة العامة للتدريب التقني المهني
2- الأكاديمية الوطنية المتخصصة
3- المعاهد الخاصة المعتمدة
ونحن بدورنا معهد ديمويس نقدم هذه البرامج للشركات والأفراد بخدمات تدريبية مرتبطة بالإفصاح التدريبي عبر منصة قوى، معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني
المهارات المطلوبة في سوق العمل السعودي:
لا شك أن هناك العديد من المهارات المطلوبة بشكل كبير في سوق العمل السعودي، في غضون السنوات المقبلة سوف نشهد تزايد وتطور كبير في نوع المهارات المتقنة والمطلوبة لما نمر به من تطورات وتغيرات تقنية بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية ولكن اليوم في وقتنا الحالي تعددت المهارات المطلوبة في سوق العمل السعودي و أيضًا تتعدد أنواع المهارات منها المهارات التقنية والمهارات الناعمة وغيرها ومع هذا التطور والتعدد لم يعد التوظيف يعتمد بشكل كلي على المؤهل الدراسي فقط،
بل أصبح التركيز الأكبر والأفضل في الحقيقة على المهارات العملية والسلوكية التي يحتاجها أصحاب الأعمال والقطاعات المختلفة، حيث نتج من هذه الخطوة زيادة الإنتاجية وحسن اختيار الكفاءة العالية في المناصب المناسبة لها.
من المهارات المطلوبة في سوق العمل السعودي:
1- المهارات التقنية
وهذه من أبرز وأكثر المهارات طلبًا بسبب تطورات وتغيرات السوق السعودي والتحول الرقمي الحاصل الذي طال جميع القطاعات لذلك أصبحت المهارات التقنية من المتطلبات الأساسية لأي وظيفة تقريبًا وتشمل هذه المهارات:
أ- القدرة على استخدام الأنظمة الرقمية وبرامج العمل عن بُعد
ب- تحليل البيانات والقدرة على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي وشهدنا في هذه النقطة العديد من المبادرات منها مبادرة مليون سعودي للذكاء الاصطناعي (سماي) وهدف هذه المبادرة يصب في مصلحة المواطن والرؤية
ت- الأمن السيبراني وإدارة المخاطر التقنية
ث- البرمجة وتطوير التطبيقات في ظل صعود الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية
يظن البعض أن هذه المهارات مقتصرة على موظفي تقنية المعلومات ولكن ليس بعد الآن فقد أصبحت مطلوبة من مختلف المجالات منها مجال التسويق، مجال الموارد البشرية، وحتى في القطاعات الصناعية والطبية.
2- المهارات القيادية والإدارية
مع ازدياد مشاريع كبرى في المملكة العربية السعودية زادت الحاجة إلى من هم قادرين على تولي زمام الأمور وتحمل المسؤولية الكاملة وتقديم قرارات حاسمة، أن يتولى الأمر قائد أصبح من أهم الأمور وتشمل هذه المهارات:
أ- التخطيط الاستراتيجي وإدارة المشاريع
ب- اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب
ت- إدارة التغيير وقيادة التحولات المؤسسية
ث- القدرة على تمكين الفريق والهامه على تحقيق الأهداف المنشودة
3- المهارات اللغوية والتواصل الفعال
في ظل التطور الحاصل شهدنا على استثمارات عالمية وشراكات دولية وهذا جعل من اللغة الإنجليزية مطلب أساسي للمضي قدمًا نحو مستقبل واعد فهي مهارة أساسية لا يستغنى عنها بجانبها يحتاج الموظفين إتقان مهارات التفاوض والإقناع، العرض والتقديم، التواصل بين الثقافات، ذُكرت هذه المهارات بجانب اللغة لما لها حاجة في بيئات العمل التي تعمل مع مختلف الجنسيات
4- المهارات الناعمة
سُميت مهارات ناعمة ولكنها لا تقل أهمية عن أي نوع آخر لأنها تحقق مطلب رئيسي أن وجدت وهي المرونة في العمل وتشمل المهارات الناعمة
أ- العمل الجماعي والتعاون مع الفريق لتحقيق الأهداف المرجوة
ب- المرونة والتكيف مع التغيرات السريعة في بيئة العمل والتحولات الحاصلة في مختلف المجالات
ت- الذكاء العاطفي في التعامل مع الآخرين والمواقف
ث- إدارة الوقت والقدرة على الإنجاز بكفاءة وجودة عالية
5- المهارات المتخصص حسب احتياج كل قطاع
كل قطاع في المملكة يتطلب مهارات محددة تتماشى مع احتياجاته ومتطلباته على سبيل المثال:
أ- قطاع السياحة والضيافة
يركز على مهارات محددة مثل التسويق السياحي، إدارة الفعاليات، خدمة العملاء
ب- قطاع الطاقة المتجددة
يتطلب الخبرة والمهارة في تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
ت- قطاع التجزئة والمبيعات
ويركز على مهارات سلوكية أكثر مثل فهم سلوك المستهلك، إدارة علاقات العملاء، ومهارات البيع
ث- القطاع الصناعي يركز على مهارات الأتمتة، الروبوتات، والهندسة الصناعية
كانت هذه أبرز المهارات المطلوبة إلى وقتنا الحالي 2025 ولكن ماذا بعد 2025؟!
لا شك في أن التحولات الاقتصادية والتقنية ضمن رؤية 2030 وهذا يفرض واقعًا جديدًا ويجعلنا نرى ونركز على الصورة بشكل أبعد ليتسنى لنا رؤيتها من منظور التوجهات المحلية والتوجهات العالمية التي تعيد تشكيل الكثير من القطاعات.
كما نرى الآن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا هي محرك للوظائف الجديدة ولكن ما نتحدث عنه هو أنها ستصبح محرك أساسي لما له دور كبير في جميع القطاعات تقريبًا وهذا يعني أن السوق السعودي سيتطلب المزيد والمزيد من الخبرات في الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات منها الرعاية الصحية، الطاقة المتجددة، وهذا يتطلب مختصين في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، خبراء في الأمن السيبراني وحماية الأنظمة، كوادر قادرة على العمل والتعامل مع التقنيات السحابية والبرمجيات المتقدمة، ماذا يعني ذلك للمواطنين؟ التوجهات تنعكس بشكل مباشر على شكل طلب متزايد على التدريب المهني والتقني بالتالي الاستثمار في التعليم والتدريب المهني ليس مجرد خيار بل ضرورة استراتيجية تضمن قدرة القوى العاملة على المنافسة والاستفادة من التحولات والتطورات المحلية والعالمية.
التحديات والفرص أمام الشركات في تبني التدريب المهني:
التحديات
رغم التطور الحاصل إلا أننا نواجه في مجال التدريب بعض التحديات والمعتقدات التي مازالت تسبب عائق كبير بالأخص تلك التي تواجهها الشركات عند دمج التدريب ضمن استراتيجياتها ومنها:
أ- وعي المجتمع المهني
يشاع بين فئة من الموظفين نظرة عامة عن التدريب المهني حيث يرونه مسار ثانوي أو مرتبط بمهن محددة وهذا سبب قلة الإقبال احيانًا على البرامج التدريبية ومع الوقت تنعكس هذه النظرية بشكل سلبي وتؤثر على استثمارات الشركات في تطوير كوادرها وخدماتها بشكل كبير وهذا كله ينتج عنه قلة الإنتاجية.
ب- محدودية البرامج
بعض الشركات تواجه صعوبة في اختيار وتحديد البرامج ظنًا منهم أن البرامج التدريبية محدودة ومحصورة في مجالات معينة، في حين أن التدريب المهني اليوم يشمل مجالات متقدمة كما ذكرنا مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، الأمن السيبراني، والصحة الرقمية وتعتبر مجالات أساسية تدعم الاقتصاد والتحول.
ت- عدم تناسب البرامج التدريبية
العديد من الشركات تواجه تحدي في العثور على برامج تدريبية تتناسب وتتوافق مع متطلباتهم واحتياجاتهم المباشرة، وهذا يتطلب تصميم وتخصيص برنامج مخصص يستهدف فيه أهدافهم الخاصة
الفرص
رغم التحديات التي ذكرناها إلا أنها لا تتجاوز الفرص في قيمتها، مستقبل التدريب أصبح أكثر أهمية من حيث فرصه الاستراتيجية التي يوفرها للشركات السعودية مثل:
أ- الدعم الحكومي
تحت الترام وطني وقادة عظماء جاء دعم الشركات في تطوير رأس مال البشرية تشمل هذه المبادرات الإفصاح التدريبي عبر منصة قوى، تمويل البرامج التدريبية، تسهيل الشراكات مع مراكز تدريب معتمدة، وهذا يضمن استفادة الشوكات بشكل رسمي وموثق
ب- الشراكات مع القطاع الخاص التدريبي
يمكن للشركات التعاون مع معاهد تدريب متخصصة كما هو حالنا اليوم نملك شراكات مع مختلف الشركات لتصميم برامج تدريبية متخصصة تلبي احتياجات كل عميل على سبيل المثال تطوير وتأهيل موظفي المبيعات على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك العملاء، هذه الشراكات تضمن تحويل التدريب من مجرد كونه نشاط تطويري إلى استثمار طويل المدى ذو عوائد ملموسة على أداء ونتائج الشركة.
ت- الاقتصاد القائم على المعرفة
مع كل تطور يتطور ويزداد الحاجة إلى من هم كفء لتولي قيادة التحولات التكنولوجية والابتكار، وهذا هو دور التدريب المهني حيث يصبح أداة استراتيجية لضمان استمرارية الأعمال، تحسين الإنتاجية، حل فجوة المهارات.
مستقبل التدريب في تطور وتجدد مستمر توقف عن الوقوف في مكان واحد وتقدم للمضي نحو قمة الغد رؤية 2030
قصص نجاح:
من الجدير بالذكر أن التدريب المهني أنتج عنه قصص نجاح عديدة ومتنوعة عالمية ومحلية، التدريب المهني أثبت فعاليته عالميًا ومحليًا في تحويل الأفراد إلى قصة نجاح تروى ونقل الشركات إلى محطات مختلفة وقوية من المنافسة.
كثير من الشركات استعانت بالبرامج التدريبية لتطوير وتأهيل موظفيها وتوظيف مهاراتهم بالشكل المطلوب وهذا ساهم بشكل مباشر في رفع الإنتاجية، تقليل الأخطاء، تقليل الدوران الوظيفي على سبيل المثال شركة في قطاع التكنولوجيا نجحت في تمكين الموظفين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي بعد أن تم تدريبهم ببرامج تدريبية قصيرة، نتج عن هذه الخطوة ابتكار حبوب أسرع وأكثر فاعلية ودقة لخدمة العملاء وتحسين العمليات الداخلية
شركة آخرى أشركت موظفيها في برامج تدريبية مهنية متخصصة كان الناتج من هذه الخطوة ارتفاع ملموس في أداء فرق العمل وأصبح الفرق واضح مابين الفريق المدرب والفريق غير المدرب حيث أن الفريق المدرب اكتسبوا مهارات جديدة مكنوا من تولي مسؤوليات كبيرة، استطاعوا المساهمة بشكل مباشر في تطوير وقرارات مشاريع متعددة، كل شركة بمختلف مجالها بعد التدريب ستبدأ بالمضي في تحقيق إنجازات وتطورات ملحوظة.
كما ذكرنا لم يقتصر على الشركات المحلية والعالمية فحسب بل طالت فوائد التدريب الأفراد حيث تمكن البعض من تغيير وتحديد مسارهم المهني واستطاع البعض من الانتقال من وظيفة بسيطة إلى وظيفة بمنصب أعلى تتطلب مهارات متخصصة سواء في مجال الهندسة، التقنية، أو الخدمات الصحية وغيرها الكثير، لم يقتصر التغير والتحول عليهم بل انتقل بشكل إيجابي ومؤثر على شركاتهم أصبحوا قادرين على تبني الابتكار، تحقيق نتائج أفضل، ترك بصمتهم في كل عمل موكل لهم، قصتك تبدأ من الآن سواء كنت شركة أو فرد التدريب اليوم جزءًا أساسيًا من مرحلتك القادمة، حيث أن التدريب يمثل جسرًا بين التعليم وسوق العمل.
الأسئلة الشائعة:
1- ما هو التدريب المهني؟
التدريب المهني هو برنامج تعليمي عملي يهدف ويركز على تأهيل وتطوير الأفراد للقيام ببعض المهن بكفاءة عالية ويركز على تطوير المهارات التقنية والعملية التي يحتاجها سوق العمل بشكل مباشر بالإضافة إلى دوره في تعزيز المهارات الناعمة مثل التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات ومن الجدير بالذكر أن التدريب المهني يربط ما بين التعليم النظري واحتياجات الصناعة وها يجعل المتدرب أكثر جاهزية وقدرة على مواجهة تحديات سوق العمل.
2- كيف تؤثر رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على التدريب؟
رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وضعت التدريب المهني والتقني في قلب استراتيجية تطوير القوى العاملة ومن مكامن القوة، حيث تسعى الرؤية بشكل واضح إلى رفع كفاءة المواطنين، تقليل البطالة، ودعم القطاعات الجديدة مثل الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، الخدمات الرقمية، من خلال برامج معتمدة ومبادرات وطنية نستطيع القول أن التدريب المهني أصبح أداة أساسية في تلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام
3- أي القطاعات تستفيد أكثر من المهارات المهنية؟
القطاعات الأكثر استفادة تشمل:
أ- الطاقة المتجددة: مهندسون وفنيون مدربون على شبكات الطاقة الشمسية
ب- التقنية والذكاء الاصطناعي: مطوري برمجيات، محلل بيانات، أمن سيبراني
ت- الرعاية الصحية: ممرضون، أطباء وفنيون مؤهلون للتعامل مع الأجهزة الذكية والأنظمة الرقمية
ث- الصناعة والخدمات: تشغيل الآلات الحديثة، إدارة الجودة، والعمليات الإنتاجية بكفاءة عالية
4- ما هو دور مراكز التدريب في تحقيق تقدم رؤية المملكة العربية السعودية 2030؟
مراكز التدريب توفر برامج تدريبية مؤهلة ومعتمدة لتطوير المهارات اللازمة لسوق العمل وتدعم تنفيذ رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من خلال إعداد كوادر وطنية قادرة على قيادة المشاريع الكبرى، وتعزيز الابتكار، وتلبية احتياجات القطاعات الناشئة والمتقدمة كما تساهم في تقليل الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل السعودي.
5- كيف تدعم مراكز التدريب جاهزية القوى العاملة؟
تدعم المراكز القوى العاملة عبر:
أ- تقديم برامج عملية وتطبيقية متخصصة
ب- تطوير المهارات التقنية والناعمة لضمان أداء متميز
ت- توفير شهادات معترف بها ترفع من نسب فرص التوظيف
ث- إعداد موظفين قادرين على العمل والتعامل مع التقنيات الحديثة ومتطلبات واحتياجات سوق العمل المستقبلية
ختامًا مستقبل التدريب هو مستقبل شركتك
لو تمعنا في السنوات الماضية لوجدنا أن مهارات الأمس لا تكفي اليوم ولا تصنع ما نحن عليه الآن، من قرار ورؤية ورغبة وإرادة أصبح ماضي الأمس درس اليوم ولو نظرنا في مستقبل المهارات لوجدنا فرص عظيمة قادمة تتطلب الاستعداد، هذا حال الفرص تذهب لمن يعرف كيف يقتنصها، هذا هو دور التدريب المهني ليس فقط لتعليم وتدريب على مهارات جديدة بل أكثر من ذلك، لكي تبقى قادرًا على التكيف، الابتكار، المنافسة هو جسرك بين معرفتك بالأمس واحتياجك للغد.
لكل مسؤول، التدريب المهني فرصتك لتصبح شركتك أكثر أستعدادًا لمواجهة كل ما هو قادم من تحديات وتطورات وفرص متجددة، لتحقيق المزيد من الإنجازات وتوسيع الآفاق وأخذ خطوات أكبر نحو أهداف مهنية
لكل شركة، هذا استثمار حقيقي طويل المدى في موظفيها وجودة عملها وخدماتها المقدمة بل حتى في مستقبل أعمالها، كل شركة تحتضن التدريب المستمر ضمن استراتيجيتها تضمن بشكل فعال أن فرقها في جاهزية تامة قادرة على الابتكار ومتفهمة لأحدث التطورات في سوق العمل السعودي الذي يشهد تحول كبير وسريع, لا تتردد لحظة واحدة على الانفتاح نحو فرص التعليم والتطوير المستمر لأن التدريب المهني أكثر من مجرد شهادة بل خطوة فريدة نحو مستقبل أكثر أمانًا، وضوحًا، نجاحًا جرب برامج جديدة غير استراتيجية قديمة، واجه سوق العمل بثقة، أخرج عن منطقة راحتك لمنطقة التنافس، لا يمكن البقاء كما أنت إما تقدم أو تراجع، راجع قرارك.
"في سوق عمل يتغير بسرعة، لم يعد المؤهل الدراسي وحده كافيًا؛ التدريب المهني هو الجسر الحقيقي بين التعليم والوظيفة."